أهمية الكلى وأمراضها المزمنة
تعتبر الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تتشابه في شكلها مع حبة الفول، ويوجد لدى الإنسان كليتين تقعان على جانبي العمود الفقري، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من الجهاز البولي. تلعب الكلى دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على توازن السوائل والمعادن داخل الجسم، بالإضافة إلى تنظيم مستويات العناصر الأساسية مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم. لكن قد تتعرض الكلى لعدد من الأمراض المزمنة التي تؤثر على كفاءتها وقدرتها على القيام بوظائفها. فما هي أعراض هذه الأمراض المزمنة، وما هي الطرق المتاحة لعلاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 5
ما المقصود بأمراض الكلى المزمنة؟
تتضمن أمراض الكلى المزمنة مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى عدم قدرة الكلى على أداء وظائفها بشكل صحيح، مما يتسبب في تراكم المخلفات والسموم في الدم. إذا تطورت الحالة، فقد تصل إلى الفشل الكلوي التام، وهو ما يتطلب من المريض الخضوع لجلسات غسيل كلوي بصفة دورية للتخلص من هذه المخلفات.
ما أعراض أمراض الكلى المزمنة؟
في المراحل المبكرة من المرض، قد لا تظهر أي أعراض على المريض، حيث يمتلك الجسم القدرة على التكيف مع انخفاض كفاءة الكلى. وغالباً ما يتم اكتشاف المرض بالصدفة خلال إجراء تحاليل روتينية مثل تحاليل الدم أو البول. ومع تقدم المرض، قد تظهر على المريض أعراض مثل تورم الأطراف، وقلة عدد مرات التبول، وصعوبة في التنفس.
تعتبر التشخيص المبكر أمرًا حيويًا، إذ يمكن أن يساعد في إنقاذ الكلى من مزيد من التدهور. وفي حالة عدم اكتشاف المرض مبكرًا، قد تظهر أعراض إضافية مثل:
- الأرق المستمر.
- الإحساس بالإرهاق والتعب.
- تورم العينين.
- الصداع المستمر.
- جفاف الجلد.
- تقلصات العضلات.
- وجود دم في البول.
- تورم الكاحلين أو الأطراف نتيجة احتباس السوائل.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
- زيادة عدد مرات التبول ليلًا.
- ألم في الصدر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- صعوبة في التركيز.
- الحكة الجلدية.
- قصور في الانتصاب لدى الرجال.
ما أسباب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة؟
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، نذكر منها:
- أمراض السكري من النوعين الأول والثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهابات في أجزاء من الكلى مثل:
- التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis).
- التهاب الكلى الخلالي (Interstitial nephritis).
- مرض التكيس الكلوي.
- انسداد المجرى البولي لفترة طويلة نتيجة حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا أو بعض أنواع السرطانات.
- العدوى المتكررة للكلى.
- مرض ارتجاع البول إلى المثانة.
- بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
كيف يمكن تشخيص أمراض الكلى المزمنة؟
يحتاج الطبيب إلى تقييم عدة جوانب لتشخيص الحالة، ومن هذه الجوانب:
1. التاريخ المرضي للمصاب:
- التاريخ العائلي لأمراض الكلى.
- التاريخ الشخصي لارتفاع ضغط الدم أو السكري.
- الأدوية التي قد تؤثر على وظائف الكلى.
- التغيرات في عادات التبول.
2. الفحص الإكلينيكي.
3. الاختبارات المعملية:
- عينة دم لقياس مستوى اليوريا والكرياتينين.
- عينة بول.
- الفحص بالموجات الصوتية.
- أخذ عينة من أنسجة الكلى تحت تأثير التخدير الموضعي.
هل يمكن الشفاء من أمراض الكلى المزمنة؟
للأسف، لا يمكن علاج الأضرار التي لحقت بالكلى نتيجة الأمراض المزمنة، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات لمنع تطور المرض والحد من المضاعفات.
ما علاج أمراض الكلى المزمنة؟
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على معالجة الأسباب أو الأعراض، والحد من تطور المضاعفات. تشمل خيارات العلاج:
1. التحكم في مستوى سكر الدم وضغط الدم.
2. اتباع نظام غذائي صحي: يتضمن تقليل استهلاك البروتينات، الأملاح، الدهون، والبوتاسيوم للمساعدة في التحكم في ضغط الدم.
3. تغيير العادات السيئة: مثل الإقلاع عن التدخين وزيادة النشاط البدني.
4. تناول المكملات الغذائية: مثل أقراص الحديد وفيتامين دال بناءً على توصيات الطبيب.
5. استخدام الأدوية: مثل الملينات ومضادات الحساسية، وكذلك حقن إيرثروبروتين لتحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء.
إذا وصل المرض إلى مرحلة الفشل الكلوي التام، قد يحتاج المريض لإجراء غسيل الكلى بشكل دوري أو التفكير في زراعة الكلى.
إن الحفاظ على صحة الكلى أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدم الإفراط في تناول المسكنات، والالتزام بالعلاج للأمراض المزمنة، والإقلاع عن التدخين. كما أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن تلعب دورًا كبيرًا في حماية الكلى من الأمراض.